يتساءل الكثيرون عما إذا كانت الصالات الرياضية بيئة آمنة! وهل تعتبر الصالات الرياضية مكانًا لانتشار فيروس كورونا أم أنها آمنة ويعتبر ارتيادها آمنًا! في هذا المقال سأذكر بعض الأمور التي تجعلنا نطمئن بأن الصالات هي من الأماكن الأكثر أمنًا سواء للأطفال أو غيرهم من الفئات العمرية، وأن البيئة الرياضة فيها ستكون أكثر احترازية من غيرها.
تتفاوت درجات الأمان التي توفرها الصالات الرياضية وتختلف من صالة إلى أخرى، إلا أنها بشكلٍ عام وبمعاييرها تعتبر عالية الجودة وبمواصفات متقدمة وتحتوي على كامل عوامل الأمن والسلامة التي تهدف لحماية الأفراد مرتاديها للممارسة النشاط الرياضي، وتختلف أيضًا درجات الأمان من صالات اللياقة البدنية التي تحتوى على الأجهزة الرياضية عن صالات الفنون القتالية إذ تعتبر صالات الفنون القتالية مثل الكيك بوكسنج والملاكمة هي الأكثر أمنًا من بين الصالات أو أنواع الرياضة لما فيها من تباعد، وإمكانية ممارستها وأداء مهاراتها وخططها بشكل فردي، كما يملك كل متدرب فيها الأدوات والمعدات بشكل شخصي، وبالتالي ليس هناك داعٍ للتماس المباشر مع الأشخاص أو مع الأدوات الرياضية، كما تتوفر قدرة الاستغناء عن مهارات احتكاك اللاعبين في بداية الأمر، وهنالك بعض الدراسات التي أثبتت أن المسابح تعتبر أيضا بيئة مناسبة وآمنة لممارسة السباحة في ظل كورونا وذلك لاحتوائها على نسبة من الكلور كفيلة بالقضاء على الفيروس.
وبغض النظر عن نوع الصالة والرياضة التي تمارس فيها فإن الصالات الرياضية بشتى أنواعها تعتبر آمنة، وذلك لأنطمة الجودة المستخدمة داخلها من أنظمة تهوية ومكيفات لا يمكن للفيروس التعايش ضمنها، بالإضافة لِلوائح الجودة التي تجعل من المتدرب شخصًا يعرف إلى أين يذهب وماذا يريد، وأيضًا من ناحية كادر المدربين المتواجد داخل الصالة الملمّين بالأمور الصحية والإسعافات الأولية والعلاجية أيضاً، فهم على دراية كاملة بما يجب فعله داخل الصالات من إجراءات وقائية واحترازية وتباعد بين المتدربين.
وبالرغم من كل هذا إلا أن الطرق التي ستتبعها إدارة الصالات من عمليات التعقيم والتنظيف بعد الاستخدام مباشرة وبين الحصص الجماعية تعتبر طريقة مدروسة ومثالية، بالإضافة إلى السماح للمتدربين بدخول للصالات ضمن مواعيد وأيام معينة مما يسمح بالتباعد بشكل أكبر وعدم اكتظاظ المركز بالمتدربين.
ناهيك عن الفوائد التي يستمدها المتدربون من لياقة عالية وصحة جيدة جراء ممارسة أحد انواع الرياضة سواء لياقة أو فنون قتالية أو غيرها، بالإضافة إلى أن الرياضة تساعد في تحسين الأداء الوظيفي لأجهزة الجسم ولها أثر ايجابي في تحسين مناعة الجسم فهي تسهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما إذا نظرنا من الناحية النفسية والأثر النفسي الإيجابي الذي تجلبه ممارسة الرياضة التي تعود على المتدربين بتحسن المزاج. وكما هو معلوم فإن العلاقة بين العامل النفسي وجهاز المناعة طردية فكلما تحسّنت نفسية الشخص زادت قوة جهاز المناعة لديه والعكس صحيح فإن تعرضه لصدمات نفسية سيضعف جسده. ولهذه الأسباب نستطيع أن نعتبر أن الصالات الرياضية بيئة آمنة جدًا بل ولا بد من الذهاب إليها بشكل منتظم دون انقطاع مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها.
عبدالله الجزائري
مدرب وأكاديمي مختص في الرياضة